سورة الروم - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الروم)


        


قوله تعالى: {وَمِن ءَايَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً} فيه أربعة تأويلات
أحدها: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، قاله قتادة.
الثاني: خوفاً من الصواعق وطمعاً في الغيث، قاله الضحاك.
الثالث: خوفاً من البرد أن يهلك الزرع وطمعاً في المطر أن يحيي الزرع، حكاه يحيى بن سلام.
الرابع: خوفاً أن يكون البرق برقاً خُلّباً لا يمطر وطمعاً أن يكون ممطراً، ذكره ابن بحر، وأنشد قول الشاعر:
لا يكن برقك برقاً خُلّباً *** إن خير البرق ما الغيث معه
والعرب يقولون: إذا توالت أربعون برقة مطرت وقد أشار المتنبي إلى ذلك بقوله:
فقد أرد المياه بغير زادٍ *** سوى عَدّي لها بَرْق الغمام
قوله تعالى: {وَمِنْ ءَآيَاتِهِ أنْ تَقُومَ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ} فيه وجهان
أحدهما: أن تكون.
الثاني: أن تثبت.
{بِأَمْرِهِ} فيه وجهان
أحدهما: بتدبيره وحكمته.
الثاني: بإذنه لها أن تقوم بغير عمد.
{ثُمَّ إِذا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنْ الأَرْضِ} أي وأنتم موتى في قبوركم
{إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} أي من قبوركم مبعوثين إلى القيامة. قال قتادة: دعاهم من السماء فخرجوا من الأرض.
ثم فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه أخرجهم بما هو بمنزلة الدعاء وبمنزلة قوله كن فيكون، قاله ابن عيسى.
الثاني: أنهم أخرجهم بدعاء دعاهم به، قاله قتادة.
الثالث: أنه أخرجهم بالنفخة الثانية وجعلها دعاء لهم. ويشبه أن يكون قول يحيى بن سلام.


قوله: {كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} فيه ستة تأويلات
أحدها: مطيعون، قاله مجاهد. روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة.
الثاني: مصلون، قاله ابن عباس.
الثالث: مقرون بالعبودية، قاله عكرمة وأبو مالك والسدي.
الرابع: كل له قائم يوم القيامة، قاله الربيع بن أنس.
الخامس: كل له قائم بالشهادة أنه عبد له، قاله الحسن.
السادس: أنه المخلص، قاله ابن جبير.
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} أما بدء خلقه فبعلوقه في الرحم قبل ولادته، وأما إعادته فإحياؤه بعد الموت بالنفخة الثانية للبعث فجعل ما علم من ابتداء خلقه دليلاً على ما خفي من إعادته استدلالاً بالشاهد على الغائب.
ثم أكد ذلك بقوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: إن إعادة الخلق أهون من ابتداء إنشائهم لأنهم ينقلون في الابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم يعود رضيعاً ثم فطيماً، وهو في الإعادة يصاح به.
فيقوم سوياً وهذا مروي عن ابن عباس.
الثالث: معناه وهو هين عليه فجعل {أهْونُ} مكان {هَيِّنٌ} كقول الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعز وأطول
أي دعائمه عزيرة طويلة
وفي تأويل {أَهْوَنُ} وجهان:
أحدهما: أيسر، قاله ابن عباس.
الثاني: أسهل، وأنشد ابن شجرة قول الشاعر:
وهان على أسماءَ أن شطت النوى *** يحن إليها والهٌ ويتوق
أي هي أسهل عليه، وقال الربيع بن هيثم في قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} قال: ما شيء على الله بعزيز.
{وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} أي الصفة العليا. وفيه ثلاثة أقاويل
أحدها: أنه ليس كمثله شيء، قاله ابن عباس.
الثاني: هو شهادة أن لا إله إلا الله، قاله قتادة.
الثالث: أنه يحيي ويميت، قاله الضحاك.
ويحتمل رابعاً:-هو أعلم- أنه جميع ما يختص به من الصفات التي لا يشاركه المخلوق فيها.
{فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ} أي لا إله فيها غيره
{وَهُوَ الْعَزِيزُ} فيه وجهان
أحدهما: المنيع في قدرته.
الثاني: في انتقامه.
{الْحَكِيمُ} فيه وجهان
أحدهما: في تدبيره لأمره وهو معنى قول أبي العالية.
الثاني: في إعذاره وحجته إلى عباده، قاله جعفر بن الزبير.


قوله تعالى: {ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُمْ} اختلف في سبب ضرب الله لهم المثل على ثلاثة أقاويل:
أحدها: لأن المشركين أشركوا به في العبادة غيره، قاله قتادة.
الثاني: لأنه كانت تلبية قريش في الجاهلية: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكاً وهو لك، تملكه وما ملك، فأنزل الله هذه الآية، قاله ابن جبير.
الثالث: لأنهم كانوا لا يورثون مواليهم فضرب الله هذا المثل، قاله السدي.
وتأويله: أنه لم يشارككم عبيدكم في أموالكم لأنكم مالكون لهم، فالله أوْلى ألا يشاركه أحد من خلقه في العبادة لأنه مالكهم وخالقهم.
{تَخَافُونَهُم كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: تخافون أن يشاركوكم في أموالكم كما تخافون ذلك من شركائكم، قاله أبو مجلز.
الثاني: تخافون أن يرثوكم كما تخافون ورثتكم، قاله السدي.
الثالث: تخافون لائمتهم كما تخافون بعضكم بعضاً، قاله يحيى بن سلام.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7